في عام 2000، شهد العالم واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كرة القدم الأوروبية عندما توج نادي ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثامنة في تاريخه. كانت هذه البطولة مميزة لأنها جاءت في العام الذي احتفل فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيسه.
الطريق إلى النهائي
لعب ريال مدريد في ذلك الموسم تحت قيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي، الذي تولى منصب المدرب بعد إقالة جون توشاك في منتصف الموسم. تأهل الفريق الملكي إلى دور المجموعات حيث واجه فرقاً قوية مثل بايرن ميونخ وداينامو كييف وروزنبورغ.
في مرحلة خروج المغلوب، تغلب ريال مدريد على مانشستر يونايتد في الربع النهائي، ثم تفوق على بايرن ميونخ في نصف النهائي، وهي المواجهة التي شهدت أداءً رائعاً من اللاعبين الأساسيين مثل راؤول وفيرناندو هييرو.
المباراة النهائية التاريخية
جرت المباراة النهائية في 24 مايو 2000 على ملعب فرنسا في سان دوني، باريس، أمام أكثر من 80,منحققدوريابطالاوروباعام000 متفرج. واجه ريال مدريد نادي فالنسيا الإسباني، مما جعلها أول نهائي في تاريخ المسابقة يجمع بين فريقين من نفس البلد.
سجل اللاعب البرتغالي لويس فيغو الهدف الأول في الدقيقة 39 من ركلة حرة مباشرة. ثم أضاف راؤول الهدف الثاني في الدقيقة 67 بعد خطأ دفاعي من فالنسيا. وأكمل راؤول تألقه بالهدف الثالث في الدقيقة 75، لتنتهي المباراة بنتيجة 3-0 لصالح ريال مدريد.
أبرز اللاعبين واللحظات
كان راؤول غونزاليس نجم المباراة بفضل هدفيه الحاسمين، بينما قدم فيرناندو هييرو أداءً دفاعياً رائعاً. كما برز الحارس إيكر كاسياس رغم صغر سنه (19 عاماً فقط في ذلك الوقت) حيث قدم عدة تصديات حاسمة.
من اللحظات الأكثر إثارة في المباراة كانت ركلة فيغو الحرة المباشرة التي فتحت باب الأهداف، وكذلك الهدف الثاني لراؤول الذي جاء بعد مراوغة رائعة لمدافعي فالنسيا.
أهمية هذا الإنجاز
كان هذا اللقب بداية عصر جديد لريال مدريد، حيث بدأ النادي في تشكيل ما عُرف لاحقاً بسياسة "الغالاكتيكوس" لجلب نجوم العالم. كما عزز هذا الفوز مكانة ريال مدريد كأكثر الأندية الأوروبية تتويجاً باللقب في ذلك الوقت.
بعد 23 عاماً من هذا الإنجاز، لا يزال عشاق كرة القدم يتذكرون تلك النسخة من البطولة التي جمعت بين الإثارة والمهارة الفردية والعمل الجماعي، لتكون واحدة من أبرز المحطات في تاريخ المسابقة الأوروبية المرموقة.